• أرشيف المواضيع

  • التصنيفات

  • أضفنا

    Bookmark and Share

نفوق الطاغوت شنودة وسفالة أرامله

هلك الطاغوت ..

هلك رأس الكفر والشرك والإجرام ..

هلك الشيطان المريد ..

هلك مخترع الفتنة الطائفية ..

هلك خاطف المسلمات وقاتل وفاء قسطنطين ..

هالك مخرج مسرحية “كنت أعمي والآن أبصر “..

هلك راعي الشواذ زكريا بطرس ومكاري يونان ومرقص عزيز يوتا ..

هلك هُبل القرن الواحد والعشرين ..

لم يقبض الله تعالي هذا الطاغوت الفاجر إلا بعد أن جعله يري الأذان يُرفع في البرلمان .. إلا بعد أن سمع هتافات عشرات الآلاف من الأبطال ” يا شنودة لا قداسة .. إنت رمز للنجاسة” .. إلا بعد أن رأي نحو خمسة ملايين مصري يهتفون في ميدان التحرير : الشعب يُريد تطبيق شرع الله .. إسلامية إسلامية .. ارفع راسك فوق إنت مسلم .. إلا بعد أن رأي آلاف النصاري يعتنقون الإسلام .. إلا بعد أن قام أحد رعاياه ليقول له : مش مسامحك .. مش مسامحك .. إلا بعد أن رأي التصدع في كنيسته واستقلال الأنبا ماكسيموس بكنيسة موازية .. إلا بعد فضحه الله علي رؤوس الأشهاد.. إلا بعد أن تبين للناس كذبه وزعمه أن حمامة حلت فوق مكتبه ..

هلك الطاغوت ..

لم يسلم شنودة الكنيسة للمسيح ..

لم يمتد العمر بشنودة حتي مائة وسبعة عشر عاما كما كان يروج غلمانه ..

لم تصنع له “العدرا” المعجزات .. لم تشفه من “المرض الخطير” كما زعم الأنبا بسنتي ..

هلك الصنم الأرثوذكسي الذي كانوا يروجون أنه الإله المتجسد ..

هلك الأفاك الأثيم الذي ترك لمصر طابور من الأرامل يُريد شغل مصر بأوصاف مضحكة عن شنودة من عينة “رمانة الميزان” و “الحكيم” و “الوطني” و “القديس” و “الأسد المرقسي” … إلخ الأوصاف الناتجة عن تعاطي الترامادول ..

تأبي أرامل شنودة “ذكرانا وإناثاً”  إلا أن يشغلن الرأي العام بنفوق ما يسميه هؤلاء الأوباش “صاحب القداسة” ! فضائيات تخصص ساعات طويلة للحديث عن مآثر شنودة .. الصحف القومية دخلت في منافسة مع إعلام ساويرس .. خبر هلاك شنودة يتصدر النصف الأعلي من كل صحيفة قومية .. قناة النيل للأخبار تنقل مباشرة عن قناة الكنيسة سي تي في .. التلفزيون المصري تنصر وأذاع علي مدار أكثر من أربع وعشرين ساعة برامج عن الأديرة والكنائس .. كلاب ساويرس يخرجون بوجوههم القبيحة علي الشاشات لاستغلال نفوق الطاغوت للحديث عن وضع خاص للنصاري في الدستور المصري ..

تُري إن كان شيخ الأزهر هو من مات هل كانوا سيفعلون ما فعلوه عقب هلاك شنودة ؟؟

هل كان القساوسة سيدعون بالرحمة لشيخ الأزهر ويطلبون دخوله الملكوت مثلما فعل بعض السفهاء ودعوا لشنودة بالفردوس !!

أرامل شنودة تحولن إلي ديناصورات مفترسة .. أقمن حفلة زار كبري .. الجميع يركع .. لا أحد يجرؤ أن ينبس ببنت شفة أو يقول أن الطاغوت هو من حضر عفريت الفتنة الطائفية  أو أنه الذي شجع علي سب الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم .. الصحافة والإعلام في حالة انبطاح ..

لم يسأل أحدهم : أين وفاء قسطنيطن ؟؟

أين كاميليا شحاتة ؟؟

أين ماريان وتريزا ؟؟

أين ياسمين فوزي ؟؟

لماذا لم يقم شنودة بشلح زكريا بطرس ومكاري يونان ويوتا مرقص عزيز ؟؟

لماذا لم يدن شنودة موريس صادق وعصمت زقلمة ؟؟

أرامل شنودة افتعلن  “هوجة”  تشبه هوجة عرابي .. يقمن بغسيل مخ للشعب المصري .. حتي صرنا نري سفيهات محجبات ومنتقبات يقفن أمام الكاتدرائية مع الذين يقفون لرؤية جسد الطاغوت النافق ..

شيوخ الإفك والبهتان من تأثير القصف الإعلامي الساويرسجي تناسوا الولاء والبراء .. تناسوا أن الله يلعن شنودة الثالث .. يقول تعالي :” إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ” (الأحزاب : 57 ).

شيوخ الإفك والبهتان راحوا يوزّعون صكوك الرحمة علي عدو الله .. رغم أن شنودة ظل طوال حياته الشيطانية يرفض أن يجامل علي حساب عقيدته..

العالم العربي يشتعل، ومئات الضحايا يسقطون يوميا في سوريا .. ورغم ذلك لم تقم قنوات النهار وسي بي سي وصدي البلد والحياة 1 والحياة 2 ودريم 1 ودريم 2 وأون تي في ومودرن وأوربيت والنيل للأخبار والفضائية المصرية والقناة الأولي لم تقم هذه الفضائيات ببث ربع ساعة عما يجري في سوريا علي يد عصابات الأسد .. أما عندما يتعلق الأمر بصنمهم ووثنهم الذي يعبدونه من دون الله فلابد أن يشغلونا ويشغلوا العالم كله معهم .. لابد أن يخرج بعض الحمقي ليطالب بعمل مسلسل درامي عن حياة شنودة ! وتديرس قصة حياته لطلاب المدارس !

ومن المضحكات المبكيات أن يخرج الهلفوت المتنصر عادل إمام ليشيد بحكمة سيده شنودة ويعلن بإحدي القنوات التابعة لأوربيت أنه ذهب لشنودة ليستأذنه في دوره السمج بفيلم حسن ومرقص لأنه يرفض أي إساءة للعقيدة المسيحية ! ويكأن هذا الهلفوت الداعر لم يسئ للإسلام ويسخر من علماء الإسلام في عشرات الأفلام والمسرحيات الساقطة ..

أرامل شنودة يبكين ضياع ملك صنعه لهن المخلوع الصليبي النجس حسني باراك .. وبهلاك الطاغوت شنودة فقدن آخر قوة دعم .. ولذلك يشغلن الرأي العام بصفات شنودة وحركاته وسكناته .. حتي بقي أن يخرج أحدهم ليتغزل في بول وخراء شنودة !

إن يوم السابع عشر من مارس 2012 سيظل شاهدا علي اندحار الكفر والشرك بهلاك هذا الطاغوت .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

دم الشهداء المجهولين

د. حلمي محمد القاعود

يبدو أن في مصر الثورة حكومتين متنافستين . الأولى قوية وراسخة وكلمتها لا تُرد ولا تنزل الأرض ، والأخرى ضعيفة ومترددة وكلمتها تُرد وتنزل الأرض ، الأولى هي دولة الصرب الطغاة ، وتضم الكنيسة الأرثوذكسية وغلاة العلمانيين وبقايا النظام الفاسد البائد في الإعلام والصحافة والثقافة ومؤسسات أخرى ، أما الدولة الأخرى فتضم مؤسسات الدولة المصرية العتيدة التي تحكم مصر رسميا ، ويقيم معها العالم علاقات دبلوماسية ، ويتبادل معها السفارات .

الدليل على ذلك أن الدولة الأخرى لم تتخذ إجراء يذكر حين قتل من جنودها وضباطها ما يقرب من سبعين ضابطا وجنديا مساء 9/10/2011، على بوابة ماسبيرو ، عدا الجرحي والمصابين – وبعضهم حالته خطيرة لما تزل – في حين أن دولة الصرب المصرية صنعت مأتما كبيرا مازال منصوبا حتى كتابة هذه السطور ، وخصصت موكبا جنائزيا كبيرا لمن قتلهم قادة الصرب بالشحن والتحريض والتهييج ، ودفعوهم لحمل السلاح الآلي أو الخرطوش والسنج والمولوتوف والسلاح الأبيض وأنابيب البوتاجاز ..

الإعلام الصربي في مصر حوّل القاتل إلى ضحية والضحية إلى قاتل ، مثلما فعل الصرب المتعصبون الدمويون في البوسنة والهرسك حين استغلوا ضعف المسلمين الذين يمثلون الأغلبية، وأقاموا لهم المذابح والمجازر في سربرنيتسا وسراييفو وتوزلا وبنيالوكا وبرتشكو وزينتشيا وغيرها ، وساعدتهم قوات الناتو على مذابحهم كما فعلت القوات الهولندية ، وراحوا يزعمون أن المسلمين العزل يعتدون عليهم وهم المدججون بكل أنواع السلاح ؛ ثم دقت أجراس الكنائس الأرثوذكسية في بلغراد عاصمة يوغوسلافيا السابقة والصرب حاليا ، وموسكو ابتهاجا بقتل مائتي ألف من المسلمين العزل ، وألقى الأنبا مكسيموس خطبة طويلة مليئة بالشماتة والحقد على الإسلام والمسلمين !

الإعلام الصربي في مصر ، لم يذكر جنود الجيش المصري بكلمة ، بل روج لأكاذيب الصرب المصريين ، وخاصة أذرع كنيسة العباسية الذين استباحوا كل قيمة شريفة وكل كلمة صادقة ، وأدمنوا الكذب والتدليس والتضليل ، وزعموا أن الجيش قتل ضحاياهم البائسين ، ودهسهم بالمجنزرات بينما الحقيقة تقول غير ذلك ، والاسطوانات والأفلام التي التقطت للجريمة تكشف وحشية الصرب المصريين وتقودهم إلى حبل المشنقة .

المفارقة أن الصرب المصريين يطبقون المنهج الصربي اليوغوسلافي الذي يقوم على السبق بالفعل الدموي ، ثم السبق بالشكوى ، وقلب الحقائق ، وهو ما نراه على سبيل المثال مع كبير المحرضين على القتل ، وأبرز المهيجين ضد الدولة والإسلام والمسلمين وهو السيد نجيب جبرائيل، رئيس ما يسمى الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، حيث أعلن عن إدانته لأحداث ماسبيرو، التي أرجع أسبابها لتجاهل الحكومة لما يسميه مطالب الأقباط وحقوقهم، ولم يكتف بذلك بل إنه أنذر الحكومة والمجلس العسكري أسبوعا لتنفيذ مطالب النصارى ، وإلا فإنه سوف يدعو النصارى لمظاهرات حاشدة، وسيلجأ إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان .

وأهم المطالب التي يطرحها السيد جبرائيل هي فتح الكنائس المغلقة ( أي المبنية دون ترخيص ) قبل صدور قانون دور العبادة الموحد، والإفراج الفوري عن الـ 28 نصرانيا ، المتهمين فى أحداث ماسبيرو وتعويض القتلى فى أحداث ماسبيرو الأخيرة، أسوة بشهداء ثورة 25 يناير. وإقالة محافظ أسوان فورا ومحاكمته، وإقالة وزير الإعلام ومحاكمته ومحاكمة رئيس قطاع الأخبار والمذيعة رشا مجدي. ثم شدد السيد جبرائيل على ضرورة القبض على من يسميهم الجناة وتقديمهم للمحاكمة، وتخصيص كوتة للنصارى فى البرلمان، والتحقيق فى الأحداث السابقة من يناير وحتى الآن ضد الكنيسة..( اليوم السابع ، 15 أكتوبر 2011 ) .

من يكون السيد نجيب جبرائيل لكي يتحدث بهذه اللغة ؟ ما هي وظيفته الحكومية أو منصبه الرسمي أو التنفيذي لكي ينذر قيادة الجيش ويأمرها بالاستسلام لابتزازه والانبطاح لمطالبه الشاذة ؟ وما هي القوة التي يستند إليها وتجعله يتحدث بمثل هذه العجرفة وتلك الصلاقة ؟ ومن الذي علمه أن يكون الأعلى صوتا في التحريض والتهييج والإثارة ودفع الطائفة إلى القتل والفجور؟

السيد جبرائيل ينفذ سياسة متفقا عليها مع خونة المهجر الذين دعوا إلى مظاهرات في الخارج وطلب الحماية الدولية ومحاكمة المسئولين في المجلس العسكري والحكومة ، وقد أرسلوا نداء للصرب المصريين في كل من أميركا وكندا ، يقول :

“إلى جميع الأخوة فى الولايات المتحدة وكندا، سوف تكون هناك مظاهرة ضخمة يوم الأربعاء 19 أكتوبر من الساعة الحادية عشر صباحا حتى الخامسة مساء أمام البوابة الرئيسية للبيت الأبيض تتخللها مسيرة من البيت الأبيض إلى الكونجرس ثم إلى وزارة الخارجية الأمريكية.

رجاء بلغ جميع أصدقائك ( كذا ! ) فى جميع الولايات الأمريكية للحضور للتعبير عن رغبتنا فى محاكمة المسئولين فى الجيش والإعلام عن المذبحة الرهيبة التي حدثت للأقباط المسالمين العزل.

إذا رغبت فى أي استفسار رجاء الاتصال بى فى واشنطن، وسوف نصدر لاحقا بيان صحفي( كذا !) إلى كل وسائل الإعلام الأمريكية للإعلان عن المسيرة.

وقد نفذ الصرب المصريون هذه المسيرة ،ووصفوا المصريين المسلمين بالغزاة المحتلين ، ووصفوا الجيش المصري بجيش الاحتلال الإسلامي النازي ، وأهانوا رموز مصر وإسلامها ومسلميها في وقاحة غير مسبوقة ، فضلا عن دعوة البيت الأبيض والكونجرس والناتو للتدخل في مصر لحماية الأقلية الطائفية التي يذبحها المسلمون الغزاة !

ومثلما فعل جبرائيل وخونة المهجر هدد نشطاء من صرب مصر الداخل باللجوء إلى التحقيق الدولي فى أحداث ماسبيرو ، ومنهم القس فلوباتير كاهن كنيسة الطوابق الذي قاد المظاهرات وأعلن أنهم سيدخلون مبنى ما سبيرو واقتحامه والاستيلاء عليه ، وآخرون رفضوا أن تتولى النيابة العسكرية التحقيق في الجريمة الصربية ، وهددوا باللجوء إلى التحقيق الدولي ، واتهموا المجلس العسكري بقتل ضحايا المجرمين الصرب ، والطريف أن أحدهم فسر عدم إعلان ضحايا الصرب من الجنود بأنه نوع من التمييز الواضح فى المعاملة ..! ( اليوم السابع 14 أكتوبر 2011 ) ..

إن الصرب القتلة في بلادنا وجدوا المجال فسيحا فتمدّدوا ، وفعلوا ما بدا لهم لدرجة أن هددوا الجيش والمشير والمحافظ علنا بالضرب والقتل ، ولم تحرك السلطة ساكنا ، ولم يتحدث الإعلام الصربي عن ذلك أبدا ، بينما ظل يمضغ حديث الإفك عن الأذن المقطوعة وغزوة الصناديق وهدم الأضرحة أياما وليالي وشهورا طويلة ، ووجد الصرب أن الجيش الذي يعد عماد البلاد والأساس الباقي بعد انهيار النظام ، يُخفي خسائره ، ويدفن الشهداء في صمت ، ولا يحتفي بهم ولا يعزي أهليهم وذويهم بينما ضحايا الصرب من الطائفة تقام لهم المندبة حتى هذه السطور ، ولا تتوقف !

إن الجيش المصري يجب أن يعلن أسماء الشهداء الذين قتلهم الصرب المصريون ، ويحتفي بهم في كل مكان ، ويعزي أهليهم وذويهم ، ويقيم لهم تذكارا يعرّف بهم وبنبلهم في مواجهة همجية الصرب القتلة الذين عاثوا في الأرض فسادا ، وصار الدم منهجهم والتخريب ديدنهم والولاء للغرب خصلتهم ، ثم يعلن أن قادة المجزرة لن يفلتوا من العقاب بدءا من نجيب جبرائيل وماتياس نصر وفلوباتير جميل وأنطونيودس إلى عبد المسيح بسيط ومرقص عزيز الهارب وصليب متى جرجس وبولا وبيشوي الذي يعد المسلمين ضيوفا ، وأن القرآن مصنوع، وتوماس الذي أعلن أنه يشعر بالعار من العروبة واللغة العربية ..

أما خونة المهجر فلا بد أن يأتي يوم حسابهم ، وليدعوا أميركا والغرب لحمايتهم من المساءلة ، فلن يحميهم أحد من القانون على جريمة الخيانة العظمي ، والتغرير بالطائفة وشحنها ضد البيئة الحاضنة بأبشع المشاعر وأخس القيم .
ولعل شنودة يتعظ ، ويكف عن الاستمرار في اللعب بالنار !

ويوم يتم تطبيق القانون على المجرمين الصرب وإعلامهم الكذاب فإن التمرد الطائفي سيتوقف ، وسيكف عشاق الدّم الذين يعتبرون قتل المسلمين شهادة ؛ عن ممارسة شهوة القتل والتدمير والتخريب ! ولن تضيع دماء الشهداء المجهولين هدرا!

الإسلام الذي تريده الكنيسة !

صُدمتُ وفُجعتُ وأَلِمْتُ حينما طالعت في صحيفة موالية للكنيسة ما سمته وثيقة تجديد الخطاب الديني ؛ منسوبة إلى عدد كبير من المهتمين بالشأن الإسلامي من علماء ودعاة وكتاب وغيرهم .. الصدمة أن الجريدة الطائفية التي يحررها مسلمون اسما ، قد وضعت 22 بندا تصبُّ في تحويل الإسلام من دين أوحي به إلى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى شيء آخر لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد ، إنه دين كنسي بامتياز لا علاقة له بطبيعة الإسلام الذي يصنع الضمير ، ويربط المسلم بربه في أقواله وأفعاله ، ويجعله يحيا عزيزا كريما كما أراد له رب العالمين .

صحيح أن الجريدة الطائفية صحّحت ما نسبته إلى المهتمين بالشأن الإسلامي ، وأن ما ذكرته كان خلاصة اجتهادهم المفترض ، واعترفت أن ما نشر هو من تخطيط وتفكير محرريها الأشاوس الذين أرادوا تجديد الخطاب الديني الإسلامي لكي تكون صورة الإسلام مُرضية للخارج والداخل ، ولا يرى الناس فيه تطرفا أو إرهابا كما يرون الآن .

وصحيح أيضا أن بعض المعنيين بالشأن الإسلامي ممن نسبت إليهم الصحيفة الموالية للكنيسة الاجتهاد في تجديد الخطاب الديني نفوا ما نشر، وقالوا إننا أجبنا عن جزئيات لا تحتمل المعنى أو الصياغة التي لجأت إليها الجريدة الطائفية .. ولكن يبقى السؤال :

لماذا لم تحاول الجريدة الطائفية أن تفتح ملف الخطاب الديني الكنسي الذي تتبناه الكنيسة ، وهو الأولي بالفتح والمناقشة ، لأنه خطاب إرهابي ابتزازي انعزالي انفصالي ؟

بالطبع لم تحاول الجريدة الموالية للكنيسة أن تفتح ملف الخطاب الديني الكنسي في مصر ، لأنها تعلم أولا أن هذا الخطاب هو الذي يقوم على تمويلها ، ثم إنه ثانيا يقوم على فكر جماعة الأمة القبطية الإرهابية ومدارس الأحد الانعزالية ، وكان من تلاميذها رئيس الكنيسة الحالي ، وهذا الفكر يؤمن أن مصر الإسلامية محتلة من قبل ( المسلمين !) البدو الغزاة الأجلاف الذين قدموا من الجزيرة العربية ويجب أن يعودوا إليها ، وأن اللغة العربية ليست لغة النصارى ، الذين يجب أن يستعيدوا اللغة الهيروغليفية بدلا من هذه اللغة التي تعد لغة محتلين أو مستعمرين ، ثم إن هذا الفكر الكنسي الابتزازي يعتمد على تمسك السلطة بكراسيها على حساب أية قيمة أو معتقد فتبتز النظام ، بناء على الاستقواء بالغرب الاستعماري الصليبي وفي مقدمته الولايات الأميركية المتحدة .

وقد استطاع هذا الفكر بعد أربعين عاما من تولى رئيس الكنيسة الحالي لمنصبه أن يحقق من خلال الطائفة الفكرة الانعزالية عن البيئة الحاضنة وهي مجتمع الأغلبية الإسلامي ، وأصبح كثير من أتباع الكنيسة يجاهرون اليوم بضرورة العمل على الانفصال عن هذه البيئة ، وتكوين دولة مستقلة مثلما حدث في السودان للأقلية الكاثوليكية هناك ..

أولياء الكنيسة في الصحيفة التي تسعى لتغيير الخطاب الإسلامي ، ينطلقون من كون الإسلام هو الذي يصنع المشكلات المفتعلة للحكام وللكنيسة وللمجتمع ، ولذا تصوغ ما تسميه وثيقة تجديد الخطاب الديني – لم تقل الإسلامي صراحة – ولكنها تقصد الإسلام عمليا وتطبيقيا ، وبنود الوثيقة المزعومة تتناول العقيدة والشريعة بمنتهى الصراحة والوضوح ، وتدخل في صلب الثوابت الإسلامية التي لا يستطيع أحد أن يمسها.

ولكن القوم يريدون إرضاء الكنيسة والغرب والنظام ، وفي سبيل ذلك يستبيحون المقدسات ، وينسبونها كذبا إلى المهتمين بالشأن الإسلامي ، وحين ينكشفون ينسبونها إلى شباب المحررين الذين لم يقرءوا كتابا في العقيدة أو الشريعة أو يعلموا عن الإسلام أكثر من الأميين الذين يلتقطون معارفهم الدينية من هنا أو هناك . ومع ذلك يجدون في أنفسهم الجرأة ليكونوا عنوانا على مناقشة قضايا من قبيل ضبط المصطلحات السياسية المتعلقة بالدين مثل الجزية والخلافة ، ومفهوم الاختلاط وعلاقة الرجل بالمرأة في الإسلام ، وضبط الرؤية الإسلامية للمرأة وتوفيق أوضاع قوانين الأحوال الشخصية، والثورة التي تقتلع الجذور الفقهية التي أفسدت علينا الدين بمفهومهم ، وقطع ألسنة من يرى أن المرأة متاع للزوج ومجرد متعة حسب ما يقولون ؛ لأن الإسلام جعل للمرأة كيانا. والجهاد الذي يوجه ضد المحتلين في بلاد المسلمين، والخطباء الذين يحثون على الجهاد دون قياس المصالح فيه والمنافع.

وغالبية المسلمين الذين يجاهدون في المكان والزمان الخطأ ، وفق تصوراتهم ، وصد هجمات تدين الظاهر والطقوس الغريبة القادمة من دول الجوار في ثلاثين السنة الأخيرة، وتقليد ملابس دول الجوار في اللحى الكثيفة التي تصل إلى تحت الصدر، والجلباب الذي لم يكن متداولا إلا لدى أهل الريف، وأهل الصعيد، والمرأة التي ارتدت النقاب بشكل فيه تزيد وإسراف ..

وإذا كانت هذه القضايا تبدو مطروحة للنقاش بصورة ما ، فإنهم يتجاوزون إلى قضايا أخرى هي صلب ما يريدون ، وهي أيضا غاية المراد فيما يسمونه تجديد الخطاب الديني ، ليس في وسائل الدعوة كما يزعمون ، ولكن في تغيير المضمون الإسلامي ، فما بالك بمن يريد الفصل بين الدين والدولة ؟ ومن يريد فرض العلمانية ؟ ومن يرى فيها مذهبا يقوم على فكرة الفصل بين الدين والدولة، ويعد الدين أمرا لا شأن له بالدولة.

ويقول إن العلمانية ” لا يجب النظر إليها كمضاد للدين ” وفق تعبيرهم الركيك ، وإنما ننظر إليها على أنها لا تريد استخدام الدين في شؤون السياسة والمتاجرة به ؟ ، ثم ينتقلون إلى ما يسمى “الدعوة إلى الفضائل المشتركة بين الأديان ، وصياغة العلاقة بين أتباع الديانات من خلال المدرسة والمسجد والكنيسة لإنهاء حالة التعصب ” ، أي إن التعصب في منظورهم سمة من سمات المسلمين كما تفترض الوثيقة المزعومة ، وسوف ينتهي عندما يقدمون للمسلمين الفضائل المشتركة للأديان ، وكأن فضائل الإسلام وحدها قاصرة عن معالجة التعصب إذا كان هناك تعصب ، وكأن الإسلام بذاته يحث على التعصب وضيق الأفق ، ورفض غير المسلمين !!.

ثم تنتقل الوثيقة المزعومة إلى أمر آخر خطير تخلط فيه وتدلس لقبول الربا ، والعمل به من خلال ما يسمونه “عدم تنفير الناس من النظم الاقتصادية بتحريم التعامل مع البنوك ” وطرح فكرة البنوك الإسلامية بطريقة تثير الريب والشك .

وتطالب الوثيقة بالاعتراف بحق المرأة في رئاسة الجمهورية وقيادة الأمة ورئاسة الجمهورية لأن مرد ذلك إلى صناديق الانتخاب، واختيار الناس، مع الاعتراف أيضا بحق المسيحي ( ونسيت الوثيقة اليهودي والبهائي والماسوني وعابد الشيطان ) في رئاسة الجمهورية و المناصب المهمة لأن الإسلام وضع أول نموذج للمواطنة، ظهر في ميثاق المدينة الذي وضعه النبي – صلى الله عليه وسلم – عند إنشاء مجتمع المدينة المنورة! وترتب الوثيقة المزعومة على ذلك ضرورة فصل الخطاب الديني عن السلطة وإعادة ربطه بحاجات المجتمع وتغيراته ، لأن الأصل في الدعوة الإسلامية هو التركيز على الجانب الدعوى والتربوي وضبط السلوكيات.

ولا أدري لماذا الإصرار على اللعب بالإسلام وتغييره ، ونسبة التعصب والجمود إليه ، وعده سببا لمشكلات المجتمع والسلطة والطوائف الأخرى،مع أنه المعتدى عليه وعلى أهله دائما ، والمطارد في المدارس والجامعات وأجهزة الإعلام والصحافة والمنتديات والثقافة والأعمال الخيرية ؟

إن المستعمرين الصليبيين المتوحشين يوم صنعوا النخب المحلية الخائنة الموالية لهم جعلوا على رأس أولوياتهم محاربة الإسلام وتشويهه ، ومعاملته مثلما كان الغرب الاستعماري الصليبي المتوحش يعامل الكنيسة في القرون الوسطى ، وحين قامت الثورة الفرنسية كان شعارها اقتلوا آخر ملك بأحشاء آخر قسيس ، لأن القساوسة كانوا يملكون الحرمان والغفران ، وسيطروا على كل شيء في الغرب ، ليس بحكم المسيحية ، وإنما بحكم تفسيراتهم الخاصة وتغولهم على المجتمع .. بينما الإسلام لا يوجد فيه رجال دين يملكون سلطة على أحد ، والناس موكولون إلى ضمائرهم وحسابهم على الله !

لماذا الإصرار على تغيير الإسلام بينما الكنيسة التي شعارها دع ما لله لله ، وما لقيصر لقيصر ” تمارس السياسة ، وتؤصل للتعصب ، ولتقسيم البلاد ، وترفض أي تفسير للإنجيل عدا تفسير رئيسها الحالي ولو كان المفسرون من كبار الأساقفة ، وتتحالف مع السلطة البوليسية الفاشية لشطب الإسلام واستئصاله من المجتمع المصري ؟

لاشك أن وثيقة تجديد الخطاب الديني أكبر من المحررين الشبان التي نسبت إليهم ، وأن وراءها ما وراءها .. ولكن هل نبيع الإسلام من أجل دولة الكنيسة المستقوية بالغرب الاستعماري الصليبي ؟

شنودة و موقعة الكلب

مر الخبر مرور الكرام .. لم تتوقف أمامه برامج  ” العهر شو ” .. لم تخرج بيانات الإدانة من هذه المنظمة أو تلك .. بل كأن شيئاً لم يكن .. !

بثت المواقع الإليكترونية والصحف  يوم 18 يوليو 2011 م نبأ قيام  زبانية الشقي مسجل خطر  نظير جيد روفائيل بإطلاق كلاب بوليسية متوحشة ، علي شركاء الوطن المعتصمين أمام مقر المجلس الإكليريكي  للمطالبة بحق الطلاق والزواج ، مما دفع شركاء الوطن للقيام بضرب الأسقف المتطرف  بولا رئيس المجلس الإكليريكي وتأديبه ، وقد عُرفت هذه الحادثة المشينة بـ موقعة الكلب .

لم يلفت هذا الخبر انتباه ” مذيعات الليل ” وصبيان ” علب الليل ” .. طالما أن الجريمة بتوقيع نظير جيد ، فلننم ملء جفوننا .. فمن ذا الذي يعترض علي ” صاحب القداسة شمعة القرن العشرين ذهبي الفم  العظيم في البطاركة الأنبا شنودة الثالث ” ؟!

لنتخيل أن مرشد الإخوان المسلمين كان له حراس قاموا بإطلاق كلاب بوليسية علي عدد من شباب الجماعة .. ما هو موقف صحف وفضائيات وبرامج ساويرس ؟

كم مقالا سينشر في المصري اليوم لسب وهتك عرض مرشد الإخوان ؟ كم عددا سيصدر من روز اليوسف  يحتوي علي رسوم مسيئة لفضيلة المرشد العام ؟ كم  تقريرا سيُكتب في اليوم السابع للحديث عن ” إرهاب الإخوان ” ؟ كم برنامجاً سيستضيف الجواري والغلمان للردح والتطاول علي الإخوان ؟ كم قصة كاذبة سيتم نسجها للطعن في أخلاق الإخوان ووصمهم بالإرهاب والوحشية واقتناء الكلاب لترويع الآمنين ؟ كم منظمة حقوقية كانت ستصدر بيانا لإدانة الإخوان ؟؟

ولنتخيل أن أحد شيوخ السلفية كان له حراس قاموا بإطلاق كلاب بوليسية علي بعض الشباب السلفي .. ما هو موقف وصحف وفضائيات ساويرس ؟

إن كانت مشاجرة  في الصعيد تسببت في قطع أذن نصراني  ، تسببت في نشوب الحرب العالمية الساويرسية ضد السلفية .. رغم أن السلفيين لا علاقة لهم بالمشاجرة لا من  قريب ولا  من بعيد .. فما هو الحال بحادثة يتم استخدام الكلاب البوليسية فيها لعقر الناس ؟؟

إن صمت ما يُطلق عليهم ” نخبة ” تجاه هذه الجريمة الإرهابية التي ارتكبها نظير جيد بحق شركاء الوطن ، يؤكد أن هذه النخبة ” المتنصرة ” تعمل لحساب الشيطان والأمريكان وأن كل حديثهم عن الحرية واحترام الآخر والاستنارة مجرد ” سبوبة ” للارتزاق والهجوم علي الإسلام ..

لقد قامت الدنيا ولم تقعد من أجل عبارة ” غزوة الصناديق ” التي وردت علي لسان الشيخ حسين يعقوب عقب استفتاء 19 مارس .. انتشر شبيحة ساويرس في كل مكان ، وخرج الغلمان والجواري من شتي ” الخرابات ” للطعن في عرض الشيخ والحديث عن زوجاته بطريقة بذيئة تدل علي العفن المستوطن في نفوسهم المريضة الأمارة بكل شر وسوء .

والعجيب حقا أن المنظمات التي تدعي أنها تعني بحقوق الإنسان لم تصدر بيانا واحدا حول الكلاب التي أطلقها شنودة علي المتظاهرين لترويعهم .. لم تحفل مواخيرهم الإليكترونية ببيانات الشجب والإدانة والاستنكار ، مثلما يصدرون عشرات البيانات من أجل متنصر تافه أو من أجل حقوق الطائفة المارقة التي تسمي ” البهائية ” .. لتذهب حقوق الإنسان إلي الجحيم إذا كان الأمر يتعلق بما يسمونه ” سيدنا قداسة البابا ” !

المدعو نجيب جبرائيل الذي يسب الجيش المصري العظيم ويحرض علي الفتنة ويتعامل مع منظمات أجنبية ، له ” عشة ” يرأسها تحمل يافطة ” حقوق الإنسان ” ومع ذلك لا يتبني الدفاع عن شركاء الوطن الذين عقرهم شنودة بكلابه المتوحشة .. بل ربما ترافع جبرائيل عن الكلاب ويصدر بيانا يندد فيه بالهجمة ” الوهابية الطالبانية ” علي كلاب قداسة البابا !

إننا الآن أمام ازدواجية خطيرة قد تدخل البلاد في حرب أهلية نتيجة الشحن الإرهابي الإعلامي الكنسي ضد كل ما يمت للإسلام بصلة ، والخرس التام إزاء الجرائم الطائفية التي يرتكبها شنودة والشبيحة الذين يسرحهم في وسائل الإعلام .

إن واقعة إطلاق الكلاب البوليسية علي شركاء الوطن ، سابقة خطيرة تجعلنا نتساءل عن حقيقة الحيوانات المفترسة التى تستخدمها الكنيسة ضد من تعتقد أنهم أعداء ، وضد الفتيات والسيدات اللائي يشهرن إسلامهن ، وتجعلنا أيضاً نطالب الحكومة بضرورة تفتيش الأديرة والكنائس للبحث عن الأسلحة والحيوانات المتوحشة التي تروع الآمنين .

حفظ الله مصر وشعبها .